الأربعاء، 16 صَفر 1446هـ| 2024/08/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مجزرة غزة واختبار الأمة الإسلامية!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مجزرة غزة واختبار الأمة الإسلامية!

 

 

 

الخبر:

 

قدم المفوض العام للأونروا لازاريني تقييمات في اجتماع اللجنة الاستشارية الذي عقد في مكتب الأمم المتحدة في جنيف. وأشار لازاريني إلى أن هناك تغييراً صادماً يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمنطقة، وقال إن الناس عانوا من خسائر وآلام رهيبة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقال لازاريني: "لقد دُمر جزء كبير من قطاع غزة، إنه جحيم حقيقي لأكثر من مليوني شخص في غزة. الأطفال يموتون من سوء التغذية والجفاف". (تي آر تي خبر، 2024/06/24).

 

التعليق:

 

منذ هدم دولة الخلافة، درع المسلمين على يد الغرب الكافر وأعوانه من العرب والترك، والأمة الإسلامية في اختبار مستمر. فمنذ ذلك اليوم والمسلمون يواجهون صعوبات كثيرة في مختلف بلاد المسلمين، سواء باحتلال الغرب الكافر أو بظلم وقهر الحكام الطواغيت. ولكن لم تكن أي من هذه صعوبات واضحة وجليّة كما كانت مذبحة غزة والاضطهاد المستمر منذ تسعة أشهر للمسلمين خاصة وشعوب العالم عامة. فهل نجحت الأمة الإسلامية في امتحانها في مواجهة الصعوبات التي تتعرض لها؟ هل استطاعت الأمة الإسلامية أن ترد بالطريقة التي تطلبها منها الشريعة الإسلامية؟ هل نجحت الأمة الإسلامية أم فشلت في اختبارها ضد مذبحة غزة المستمرة منذ تسعة أشهر؟

 

يقول نبينا الكريم محمد ﷺ: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ».

 

والآن نسأل: أليست المذبحة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المسلمين في غزة والضفة الغربية المحتلتين أمام مرأى ومسمع من الأمة الإسلامية التي تقارب المليارين إهداراً للكرامة؟ أليست خسارة مئات الآلاف من المسلمين خسارة للشرف؟ أليس تدمير جزء كبير من غزة وتحويل كيان يهود هذا المكان إلى جحيم حقيقي، أليس هذا إهداراً للكرامة وفقداناً للشرف؟ أليس موت الأطفال الأبرياء في غزة والضفة الغربية بسبب سوء التغذية والجفاف، وحرقهم أحياء، وصراخ وعويل الأمهات والآباء الذين لا حول لهم ولا قوة، أليس هذا إهداراً للكرامة؟ أليس سكوت جيوش أبناء الأمة الإسلامية أمام الفظائع التي يرتكبها كيان يهود في غزة والضفة الغربية المحتلتين منذ تسعة أشهر ولم يحركوا ساكناً، أليس هذا السكوت إهداراً للكرامة وإهداراً للشرف؟ والأهم من ذلك، أليس من إهدار الكرامة وضياع الشرف أن لا يحتشد المسلمون أمام مقرات الجيش وقصور الطواغيت فنجبرهم على التحرك لمواجهة هذه الفظائع التي ترتكب منذ تسعة أشهر أمام أعين العالم أجمع؟

 

يا أمة الإسلام ويا جيوش المسلمين: في مواجهة كل هذا، هل نترك المسلمين في غزة والضفة الغربية دون مساعدة؟ فبأي وجه سنقف أمام الله تعالى ونطلب العون منه؟! فإذا ضاعت كرامتنا وضاع شرفنا فكيف نطلب العون من الله تعالى؟ بل أبعد من هذا، كيف سنقف أمام الله غدا في الآخرة عند الحساب؟

 

فلننهض بمسؤوليتنا بوصفنا أمة إسلامية قبل فوات الأوان فما زال هناك متسع من الوقت. فلنملأ مقدمة مقرات الجيوش وقصور الطواغيت ونجبرهم على التعبئة. عندها سيكون لنا وجه للوقوف بين يدي الله وطلب النصر منه. ولعل الله يغفر لنا ذنوبنا الماضية بسبب عملنا هذا ويعيننا في المكان الذي نحب كثيرا أن ينصرنا فيه!! ولنتخذ من حديث رسولنا الحبيب محمد ﷺ دليلاً لنا كأمة إسلامية: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْ عِنْدِهِ ثُمَّ لَتَدْعُنَّهُ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رمضان أبو فرقان

آخر تعديل علىالسبت, 29 حزيران/يونيو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع