- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ترامب مجدداً
الخبر:
اختار الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة رسميا، يوم الاثنين، دونالد ترامب، مرشحا لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. جاء ذلك بحسب البيان المتعلق بالانتخابات في مؤتمر الحزب الجمهوري الذي عقد في مدينة ميلووكي.
التعليق:
مما لا شك فيه أن شخصية الرئيس الأمريكي وتوجهاته، على أهميتها وحضورها خاصة فيما يعطيه الدستور الأمريكي من صلاحيات، ليست هي العامل الوحيد فقط في صُنع السياسة الأمريكية، فهناك مصالح قومية عليا واستراتيجيات دولية تجب متابعتها بغض النظر عن شخص الرئيس وحزبه، وهذه الاستراتيجيات متطلب حتمي وفوق الجميع تحميها وترعاها مؤسسات الدولة العميقة. وفي كثير من الأحيان، فإن الاختلاف بين رئيس وآخر يكون في الآليات والوسائل المُستخدمة لتحقيق أهداف الاستراتيجيات العليا.
وبالرغم من عدم اليقين على التنبؤ بنتائج الانتخابات القادمة والمفاجآت فإن احتمالات فوز ترامب حاضرة بقوة، فهو لا يزال يتمتع بمستويات تأييد عالية بين السكان الأمريكيين، كما أنه تفوق على الرئيس الحالي جو بايدن في بعض استطلاعات الرأي العام.
لا شك أن هناك بعض الاختلافات التي حدثت دوليا ومحليا تفرض على ترامب تنوعا وتغييرا مع بقاء بعض الأهداف التي جيء به لأجلها آنذاك، ولعل التغيير يكون بالوسائل والأساليب والشخصيات، ولا أدل على هذا من اختياره لنائبه سيناتور ولاية أوهايو جي دي فانس لمخاطبة الطبقة المتوسطة ومواقفه فيما يتعلق بملف المساعدات لأوكرانيا، والموقف من روسيا، فضلا عن موقفه القذر لصالح كيان يهود بحيث يفوق من سبقه، حيث حث كيان يهود في أول تصريحاته على إنهاء حرب غزة "بأسرع ما يمكن"، وفقا لما نقلته صحيفة هآرتس العبرية. فقد اتهم السيناتور عن ولاية أوهايو، الرئيس جو بايدن، بـ"جعل الأمر أصعب وأصعب على (إسرائيل) لكسب الحرب"، متعهدا بـ"إعادة تنشيط عملية السلام بين (إسرائيل) والسعودية" وقال: "لقد جعل جو بايدن الأمر أصعب وأصعب على (إسرائيل) لكسب تلك الحرب"، مضيفا: "تصرفاته أدت إلى أسوأ السيناريوهات الممكنة في كافة المجالات".
وإن الأمر لن يقف عند هذه الملفات بل ستعيش أوروبا أياماً صعبة جدا، فقد حذر أكاديمي أمريكي وهو هال براندز بأن "من المرجح أن تعاني أوروبا بعد الحقبة الأمريكية من التهديدات المحدقة بها بل ربما ترتد في نهاية المطاف إلى أنماط ماضيها الأشد قتامة والأكثر فوضوية وتعصبا".
أما في الملف الصيني فحدث ولا حرج، حيث سيتم تفعيل القوة الخشنة (الصلبة) بأقصى حدودها ما ينذر بأيام صعبة جدا في العلاقات الدولية بشكل كبير جدا. ويبدو أن دول العالم بدأت تشعر بالغيوم السوداء القادمة في ظل ضعف اقتصادي دولي وتآكل الهياكل الاقتصادية والحمائية الدولية، وفي ظل ضعف الدول نتيجة الضربات التي تلقتها في كافة المجالات.
صحيح أن العالم تنتظره موجة من الأعاصير والبراكين والاضطرابات المحلية والدولية، لكن هذا الأمر على سوئه ومرارة أيامه مؤذن بشكل جيد بتفكك العرى الدولية وتغيير الموقف الدولي والله أعلم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان – ولاية الأردن