- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يهود هم يهود
الخبر:
أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزّة، غازي حمد، أنّ كيان يهود أفشل مفاوضات الدوحة، وجهود الوسطاء، ولم يكن هناك أيّ تقدّم، مضيفاً أنّه "لم يَجرِ حسم أيّ من القضايا الخلافية في مفاوضات الدوحة". (رأي اليوم، بتصرف بسيط)
التعليق:
أولاً: إن المتدبر لكتاب الله يجده قد تحدث عن يهود وبيّن لنا سجاياهم، وهم جميعا يتفقون حول هذه السجايا ولا اختلاف بينهم، فمثلا تحدثت الآيات عن:
سوء الأدب مع الله وقتلهم لأنبيائه، وجحودهم الحق، وكراهتهم الخير لغيرهم، وتحايلهم على استحلال محارم الله تعالى، ونبذهم كتاب الله، واتباعهم للسحر والأوهام الشيطانية، وتحريفهم للكلم عن مواضعه، وحرصهم على الحياة وحبهم لها ولو كانت ذليلة، وخوفهم وكراهيتهم للموت، وقد طلبوا من نبيهم موسى أن يجعل لهم إلهاً بعد أن رأوا الآيات والمعجزات أمام أعينهم، وعكوفهم على عبادة العجل، وتنطعهم في الدين، وإلحافهم في المسألة وعدم الخضوع والإذعان...
هذه بعض الصفات التي تحدثت عنها الآيات.
ثانيا: ومن أبرز الصفات التي تحدث عنها كتاب الله عز وجل، وهي محل بحثنا ومدار هذا التعليق، نقضهم للعهود والمواثيق:
قال الله تعالى مجلِّياً حقيقة عُهُودهم ومَواثيقهم: ﴿الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾، وهل بعد شهادة الله من شهادة؟!
لقد غدرَ يهودُ بني قينقاع بعد غزوة بدرٍ وانتصار المسلمين على المشركين، والمعاهدة لَم يمضِ عليها إلا سنةٌ واحدةٌ، وغدرتْ يهود بني النضير بعد غزوةِ أُحُدٍ، وتجرَّؤوا على المسلمينَ بعد ما أصابهم في غزوة أحد. وكذلك بنو قريظة نقضوا عهدَهم في أشدِّ الظروف وأحلَكِها على المسلمين يوم الأحزاب... فإذا كانت هذه أخلاقهم مع مَن يعلمون صِدْقَه، ويعتقدون نبوَّتَه، فهل يُرجَى منهم حفظُ العهودِ مع الآخَرين؟! وهل يُتوقَّع صدقُ اليهود في معاهداتِهم مع مَن يرَونهم أقلَّ قدراً، وأضعف شأناً؟!
فلا ثقة بهم في شيء، لما عرف عنهم من نقض العهود، وأنه لا رجاء في إيمان أكثرهم، لأن الضلالة قد ملكت عليهم أمرهم إلا قليلاً منهم... وإن كان نقض العهود قد وقع في كل زمن من فريق منهم دون فريق، فلا يتوهمن أحد أن أولئك هم الأقلون، بل هم الأكثرون بدليل قوله تعالى: ﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.
نقول هذا وقد مضى على طوفان الأقصى أكثر من عشرة أشهر والعالم يتحدث عن مفاوضات؛ تارة بالدوحة وتارة في القاهرة، فيضعون شروطا تعجيزية، ولم تقف لهم بندقية ولا مدفع ولا سكنت طائراتهم ولا مدافعهم، في تعطشهم للدماء والقتل، فهل نترك حقيقة قطعية لا شك فيها نطق بها الحق سبحانه وتعالى ونتلهى بسراب هنا وهناك؟!
لقد أكدت الأحداث هذه الحقيقة بلا شك؛ فاليهود لا يريدون وقف الحرب وقد وضعوا أهدافا تعجيزية حتى لا تتوقف إلا بعد تحقيق الأهداف، وكانوا بذلك على حيلة ومكر شديد حين وضعوا تلك الأهداف لإدراكهم حقيقة المعركة وحقيقة الموقف وأنها حرب وجودية، فهل أدرك المسلمون ما أدركه يهود؟
إن أهل فلسطين قد تركوا أمام آلة حرب لا ترحم، بل وقف العالم كله مع يهود بكافة الوسائل والأساليب، ومن أخبث هذه الأساليب فكرة المفاوضات مع عدو محتل قاتل مجرم حكم الله فيه الاستئصال نهائياً وليس الجلوس معه! وهذه المهمة هي وظيفة الأمة كلها وخاصة أهل القوة وليس أهل غزة فقط الذين قدموا التضحيات الجسام في رد عدو معه كل الكفر وأعوان الكفر وأدوات الكفر. وما الحديث عن وقف الحرب إلا استراحة محارب لهم من أجل محاولة تثبيت وجودهم واستعادة هيبة مزعومة وبقاء لهم، ولكن كل هذا لأجل قريب بإذن الله وموعد لا يتخلف أمام جيش الإسلام ودولته لتنسي يهود وساوس الشيطان، وكل ما هو آت قريب بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان – ولاية الأردن