خبر وتعليق الأمم المتحدة تزعم أنها تستطيع أن تضبط العالم ولكنها لا تستطيع أن تضبط نفسها (مترجم)
- نشر في خبر وتعليق
- كٌن أول من يعلق!
\n
الخبر:
\n
أقدمت \"قوات حفظ السلام\" للأمم المتحدة في حالة من الهياج على عمليات اغتصاب وقتل في منطقة للمسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى في الثاني والثالث من آب/أغسطس، 2015. وكان أحد الضحايا طفلة تبلغ من العمر 12 عاما والتي قالت: \"عندما بكيت، صفعني بقوة، ووضع يده على فمي\". إن اغتصابها، وقتل رجل عجوز وابنه البالغ من العمر 16 سنة، قد ورد في تقرير \"منظمة العفو الدولية\" في 11 آب/أغسطس. مما دفع في اليوم التالي، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى التصرف، حيث قال \"لا أستطيع أن أعبر في كلمات عن مدى الغضب والانزعاج والعار الذي أشعر به إزاء التقارير المتكررة على مدار أعوام بشأن حدوث عمليات استغلال جنسي من جانب قوات الأمم المتحدة\"؛ وذلك في مؤتمر صحفي في نيويورك الذي أعلن خلاله إقالة رئيس بعثة المنظمة الدولية في جمهورية إفريقيا الوسطى.
\n
التعليق:
\n
إن الأمم المتحدة لديها بالفعل تاريخ مظلم من سوء المعاملة في البلدان التي تدعي حماية شعوبها، وجمهورية أفريقيا الوسطى ليست استثناءً. ففي أيار/مايو من هذا العام، تم تسريب تقرير سري إلى الصحافة العالمية حول عمليات اغتصاب قامت بها قوات حفظ السلام الفرنسية التابعة للأمم المتحدة بحق أطفال تتراوح أعمارهم بين 10-12 سنة في جمهورية أفريقيا الوسطى. وقامت الأمم المتحدة بكتمها ولم تتخذ أي إجراء لتقديم الجناة إلى العدالة، في حين أن الشخص الوحيد الذي تمت معاقبته كان أندرس كومباس بسبب قيامه بتسريب التقرير.
\n
جمهورية أفريقيا الوسطى، هي مكان للإرهاب والتطهير العرقي. فقد أفادت هيومن رايتس ووتش أن 415.000 شخص قد أجبروا على الخروج من البلاد منذ اندلاع القتال في عام 2013. ومعظم هؤلاء اللاجئين هم من المسلمين، مثل بله حجي، وهو سائق شاحنة يبلغ من العمر 61 عاما والذي تم إطلاق النار عليه في ظهره بعد أن تم إزعاجه عند تناول وجبة الإفطار صباح ذلك اليوم على يد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وقتل أيضا، ابنه سليمان البالغ من العمر 16 عاما، عندما همّ لمساعدة والده، ومنعت ابنته من الوصول إليهما بعد أن أطلقت قوات \"حفظ السلام\" طلقة أخرى عليهما. الآن، أصبحت الابنة يتيمة ووالدتها أرملة. مات الأب في الشارع، وسمح للابن بأن ينقل إلى المستشفى حيث توفي هناك، فقط بعد أن أنهى الجنود الهائجون عملية \"حفظ السلام\" لذلك اليوم.
\n
يعتقد في بعض الأحيان أن الأمم المتحدة هي فوق المصالح الضيقة لأي بلد، ولكن الشيء الوحيد الذي هي فوقه هو القانون. فقد قال الأمين العام، بان كي مون \"إن المسؤولية النهائية تقع على عاتق الحكومات التي ترسل شعوبها\"، الأمر الذي يجعل من الأمم المتحدة \"ملاذا آمنا\" حيث يستطيع المغتصبون والقتلة ارتكاب جرائم في الدول الفاشلة مع فرصة ضئيلة إن وجدت لتقديمهم إلى العدالة عندما يعودون إلى ديارهم. وإذا كان هناك أي شخص، على الرغم من كل هذه التجاوزات في جمهورية أفريقيا الوسطى، لا يزال يعتقد أن الأمم المتحدة توفر ملاذا آمنا لغير نفسها، فإن عليه أن يتذكر مذبحة سربرينتشا. فلا يزال يجري اكتشاف الجثث في التلال المحيطة في سربرنيتشا بعد 20 عاما من نقض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وعدَها وتسليم الآلاف من المسلمين إلى الصرب الذين هم أول من ابتكر مصطلح \"التطهير العرقي\".
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين